العيون/ 08 شتنبر 2019 قدم ، مساء أمس السبت بالعيون، العرض الأول لمسرحية “أمشقب” لفرقة طروبادور للفنون الحية برسم موسم 2019.
وتحكي المسرحية، التي أخرجتها الفنانة علية طوير والمقتبسة عن مسرحية “عرس الدم” لفيديريكو غارسيا لوركا، عن امرأتين عانتا ألم الفقد، ولوعة الحرمان، وساقهما قدرهما التعيس لنفس الركن حيث ستمضيان ما تبقى لهما من حياتهما، وتبدآن في سرد حكايات واقعهن العجائبي والمرير.
وهكذا تسرد المخرجة في هذا العمل ، الذي تمت معالجته باللغة الحسانية ، عن معاناة امرأة فقدت ابنها الوحيد بعد أن فقدت زوجها وابنها منذ زمن بعيد، وحسرة فتاة يموت حبيبها ليلة زفافها لرجل آخر.
وابرزت الفنانة علية طوير ان هذه المسرحية، التي تم إنتاجها بدعم من وزارة الثقافة والاتصال/ قطاع الثقافة ، صرخة لفضح معاناة وحسرة نساء يشتغلن في صمت، لا يخرجن من بيوتهن، يعانين ويذرفن الدموع وهن مبتسمات وراضيات بقدرهن، وبالمقابل ثمة رجال يجيدون استعمال السكاكين والأسلحة منذ الصغر ، يقتلون بدم بارد، حيث أضحى الموت بالنسبة لهم مقترنا بالشرف .
واضافت طوير في تصريح للصحافة انه يتم في نهاية المطاف، الكشف أن البطل الحقيقي لهذه الحكايات هو تقاليد وقوانين تحتفل بالموت، وتنتصر لحبس النساء داخل فضاءات مغلقة ودهاليز مظلمة لحياة كلها ألم ومعاناة نتيجة الذهنية الذكورية المتكلسة والمتسلطة.
ومن جهته ابرز المدير الجهوي للثقافة بالعيون لحسن الشرفي ان هذا العرض المسرحي، وهو أول عرض مسرحي خلال هذه السنة بالجهة، يأتي في اطار دعم ترويج الإنتاج المسرحي ، وتثمين التراث الحساني ولاسيما في مجال الفنون الدرامية .
وذكر الشرفي ان جهة العيون الساقية الحمراء “تعرف حركية ودينامية متميزة في المجال المسرحي” مشيرا الى التظاهرات التي احتضنتها هذه الجهة وعلى رأسها المهرجان الأول للمسرح الحساني الذي عرف مشاركة 14 فرقة مسرحية تمحورت كلها حول التراث والثقافة الحسانية في مجال الفن الدرامي الحساني.
قام بتشخيص هذه المسرحية كل من خديجة زروال، ونجاة اختيار، ويوسف التاقي، وحمزة بابا، سينوغرافيا عبد الحي السغروشني، والمعالجة باللغة الحسانية عالي البرصلي، واخراج علية طوير.