الصوفي شمس التبريزي يقول:
مؤمن مضطرب! اذا صام المرء شهر رمضان كله باسم الله، و قدم خروفا او عنزة كل عيد ليغفر الله له ذنوبه،و إذا جاهد المرء ليحج الى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، و إذا سجد خمس مرات كل يوم على سجادة صلاة،وليس في قلبه مكان للمحبة،فما الفائدة من كل هذا العناء؟ فالايمان مجرد كلمة،ان لم تكن المحبة في جوهرها،فانه يصبح رخوا،مترهلا،يخلو من اي حياة،غامضا و اجوف،و لا يمكن ان تحس به حقا .
هل يعتقدون بأن الله يقيم في مكة المكرمة او في المدينة المنورة؟ او في اي مسجد من مساجد العالم؟ كيف يمكنهم تصور ان الله يمكن ان يكون محصورا في فضاء محدود و هو الذي يقول” ما وسعني ارضي و لا سمائي،ووسعني قلب عبدي المؤمن”.
اني اشفق على الاحمق الذي يظن ان حدود عقله البشري هي حدود الله عز وجل.اني اشفق على الجاهل الذي يعتقد بأنه يستطيع ان يساوم الله و يسوي حساباته و ديونه معه . هل يظن ان الله بقالا يزن حسناتنا و سيئاتنا منفصلين؟ هل يظنون أنه يسجل ذنوبنا في دفتر حساباته بدقة حتى نسدد له ما علينا ذات يوم؟ اهذه هي فكرتهم عن الوحدانية؟
ان إلهي ليس بقالا و لا محاسبا ،بل انه اله عظيم.اله حي! فلماذا اريد الها ميتا ! انه الحي ،القيوم.لماذا اتخبط في مخاوف أبدية و قلق لا ينتهي،حيث يقيدني دائما بالمحرمات و المحظورات؟ فلا حدود لرحمته. إذ أن اسمه الودود ،الحميد.اني احمده بكل كلماتي و تصرفاتي، بشكل طبيعي و يسر كما اتنفس الهواء.